الجمعة، 1 أغسطس 2008

جديد(أغسطس2008)

جديد(أغسطس2008)

******


وَبَعد



وَبَعد
ها قد التقينا
مرة أخرى
ألتقينا
هذه المرّة
أقرب من كل مرّة
نعم..لقد تخليتِ كثيرًا عن تحفظك
ولكنك..لا زلتِ مُصرّة
على أن تكوني..جميلة
على أن تكوني..رقيقة
على أن تكوني..مثل زهرة الفانيليا
تضحكين..ضحكة الحياة
تبعثين.. عبير الحياة
..لا زلتِ مُصرّة
على أن تكوني..كَنسمةِ الصيف
لا يدري أحد..متى تأتي
..أم متى تذهب..
لكن أحدًا.. لا يكف عن الاشتياق إليها.
***
وَبَعد
ها قد التقينا
مرة أخرى
ألتقينا
هذه المرّة
أقرب من كل مرّة
نعم..لقد تخليتُ كثيرًا عن تحفظي
وعن التفكير في قيود معصمي
عن التفكير في ربقة عنقي
..وفي نير كاهلي

ولكنني..لا زلتُ مُصرّ ًا
على أن أنظر إليك
وأن أحفظ قسماتك
على أن أعيرك سمعي
وأنقش.. كل كلمة
على رقيم صدري
على أن أتبادل معك الكلمات
ويحبس قلبي ..صوت الآهات
لا زلتُ مُصرّ ًا
على أن ..أُحبك
***
تمنيتُ...
أن أضُمك..أن ألثمُ وجهك
تمنيتُ أن أبكي حُرقة
وأن أضحك طربا
وتمنيتُ..
أن أجلس بجوارك
أن أصلي أمامك صلاة العاشق
وأن تنساب دموعي خشوعًا
وأن ينبسط وجهي صفاءً
تمنيتُ –ولا تعجبي-
لو أستعيد..عذريتي
ألا يمس جسدي..جسدا قَبْلَكِ
ألا أنطق بكلمة أُحبُك.. لأحد قَبْلَكِ
ألا يخفق فؤادي، حتى..لأحد قَبْلَكِ
ألا يخرج قلبي من خِدْرِه..
إلا ليُزَفُّ إلى قلبك

أعجب من حال الدهر
وأعجبُ..أكثر..من حالي
فلم أعبأ، يوما بتخاريف العذرية، والبتولية
وكل تراهات العقول الشرقية
لأجد، اليوم، قلبي..يحلم..
باستعادة العذرية
فهل لقلبي الثَيِّب..
أن تعود إليه العذرية.



21/7/2008 الخامسة فجرًا.


(مجموعة: بحب جديد)
**********************************************************************


هي..؟



هي..؟
هي ابنتي
نعم..ابنتي
أو لم أحملها نطفة في قلبي
يومًا بعد يوم
شهرًا بعد شهر
وهنًا على وهن
أو لا أشتاق إلى يوم أرى وجهها
يوم أسمع صوتها
يوم ألمس راحتها
نعم هي ابنتي
ولا أرغب منها فصالاً.
***
هي..؟
هي أمي
نعم..أمي
أولا أحن إليها في برد ليلي
أولا أشتاق إليها في حر يومي
أولا أجدها سلونا في ساعة ألمي
نعم..هي أمي
ولا أرغب منها فطامًا.
***
هي..؟
هي صاحبتي
أو لا أرغب أن أتقاسم معها الحلوى
أن أتبادل معها الكلمات
أن نعيش في دنيا الدُمى
مع أبطال الحكايات
أن نرسم عالمنا على الجدران
أن تجلس بجواري لساعات.
أن نتواعد في العطلات
نعم..هي صاحبتي
***
هي..؟
هي مَلاَكي
نعم..مَلاَكي
أولا ترى هالة النور في وجهها؟
أولا ترى إكليل المجد فوق رأسها؟
أولا ترى..؟
وإن لم ترَ
أولا تراني ملهوفا لتنزّلها
أولا تراني وَجِلا لدنوها
ألا تراني خاشعا في حضورها
أولا أحرك لساني عجلاً..لأذكر كلماتها
نعم..هي مَلاَكي
واصطفتني بعشقها
***
هي..؟
هي حضن..في وقت الحزن
هي..؟
هي أملي..هي نور الحلم
في ألمي..في نار العِلْم



***


(مجموعة:بحب جديد)
26/7/2008 الثالثة فجرًا.





***************************************************************************
المسرحية



سيداتي..آنساتي..ساداتي
سأنهي الآن..فصلا من حياتي
عذرا
لأنكم لم تشاهدوه
فربما لم يكن فيه
ما يستحق أن تشاهدوه
وربما..
ربما حين دعوتكم إلى المسرحية
كنت أعتقد أنه غير عادية
وربما
ربما وجدتها الآن
أكثر من عادية
ربما
عذرا لأني وحدي على المسرح
عذرا لأن الممثلين لم يظهروا
ربما لم يكونوا يستحقون
أن يظهروا
ربما..حين دعوتكم للمسرحية
كنت أعتقد.. أنهم مبدعون
متفردون
في هذا الزمان
وأنهم يستحقون
أن يعتلوا هذا المكان
ولكن
بت لا أجد فيهم مبدعون
بل أنهم عاديون..بل أكثر من عاديون
في هذا الزمان..وهذا المكان
وفي هذا المكان..وفي كل كل مكان
وفي أي مكان
عذرا
***
ها هي الساحرة الشريرة
التقليدية
ذات المقشة المعروفة
والبلورة
والتمتمات المبهمة
والطلاسم والتعاويذ السحرية
الساحرة ذات الشعر الأشعث المشيب
والأنف الضخم المعيب
ها هي تأتي إلى المسرح
مرة في عباءة العالِم
ومرة في بردة التقي
ومرة في جلباب الفلاحة البريئة
هاهي تحفظ في كل مشهد
حوار مختلف
فمرة تتمتم باسم الله..وباسم الدين
ومرة تتمتم باسم العلم
ومرة تتمتم باسم المباديء..والقوانين
..وهكذا..
كيف ستظهر على المسرح!
بأي حوار!
وبأي رداء!
وباي ملامح تعبيرية!
وسيصاحبها..أي نوع من المؤثرات الصوتية؟!
وفي كلٍ
ستكون أمامكم شخصية عادية
ربما أكثر من عادية
فعذرا
لأنه لن تظهر أمامكم
شخصية..
مسرحية
عذرا
***
ها هي البطلة
جوليت المسرحية
ذات الثوب المخملي
والبسمة الحالمة
ذات القلب الغض
وهمسات الحب
ها هي تأتي إلى المسرح
وقد نست كل شيء عن دورها
سأمت الثوب الوردي المنساب
والوجه البريء
وآثرت ثيابا مبهرجة
ومصاغا..واصباغا صاخبة
ونبر صوت مزعجة
جوليت المسرحية
لم تحفظ حوارها المكتوب
أحيانا
تأتي بحوار ممثلة أخرى
ممثلة طفلة
فتنكمش.. وتتضائل
ثم تبش..وتتفائل
مثل قطة
وأحيانا
تأتي بحوار بطلة أخرى
في مسرحية أخرى
لكاتب آخر
وأمام بطل آخر
فيتحول المشهد
إلى ضرب من المساخر
***
أحيانا
تشكو من قلة أجرها
لم يعد يكفيها..أو يعجبها
وأحيانا
تشكو من ديكور المسرح
لم يعد يقنعها
فلا تريد حديقة
أو بحيرة
أو خميلة
أو لقاء في مكتبة
إنها تريد فرش وثيرة
وسجاجيد
ومقاعد مذهّبة
ولماذا تدير حوار مع البطل
وتبادله النظرات
تكفي مكالمة تليفونية
أو حتى.. رسالة إليكترونية
لم يعد يروقها
حتى ملابس البطل
أو دوره..أو حواره
سيداتي..آنساتي..ساداتي
عذرا
لن أستطيع أن أقدم لكم:
بطلتي
فقد جاءت إلى المسرح اليوم
شخصية
تشاهدونها..كل يوم
في الشوارع..وفي البيوت
والمسلسلات الرمضانية
شخصية
في هذا الزمان
وهذا المكان
عادية
فعذرا
***
أما البطل
فها هو يأتي مرة
بثياب فارس
ممتطيا مهرا
وينشد شعرا
حماسيا
ويمتشق حساما
ماضيا
ومرة
يأتي بثياب بيضاء فضفاضة
وخصلات شعر منسابة
منكسرا..يشكو قهرا
وينشد شعرا
رثائيا..طللياً
وفي ظهره خنجر.
***
وهاهو مهندس الديكور
الذي طلبت منه أن يصمم خلفية
عادية
وأكثر من عادية
لتناسب شخصياتي المسرحية
غير العادية
فوجدته وقد جعل من المسرح
لوحة مشطورة
فهاك قصر وسيارة فارهة
ونافورة
وسماء زرقاء ..صافية
وذاك
كوخ من صفيح
وحافلة مكتظة بالرؤوس والأيدي
وسماء اعماها الدخان
وأنين السخطِ
وسياط اللعان
فأمسى المسرح
مسخا
***
سيداتي..آنساتي..ساداتي
عذرا
سأنهي فصلا من حياتي
سأنهي المسرحية
قبل أن تبدأ
عذرا
فلم تخسروا نقودكم
وقد فضلت
ألا تخسروا أيضا..وقتكم
عذرا
ومن كان منكم يريد أن يشاهد
مثل تلك المسرحية
فليذهب إلى أي بيت
أو إلى أي مصلحة حكومية
فلينظر في وجوه البشر
في الشوارع..في المقاهي..في المتاجر
فليفتح التلفاز..أو الجريدة
فسوف يشاهد
ألف بطل عادي
وألف خلفية عادية
وألف ألف مسرحية عادية
عذرا
بل ألف مسخ عادي
وألف خلفية عبثية
وألف ألف مهزلة..عادية
عذرا.
***
أما أنا
سيداتي..آنساتي..سادتي
عذرا
فقد اعتقدتُ أنني سأقدم لكم شيئا مختلفا
يستحق المشاهدة
وابطالا..
يستحقون المشاهدة
وحوارا..وديكورا
يستحق الملاحظة
***
سيداتي..آنساتي..ساداتي
عذرا
سأنهي هذا الفصل
وسأمزق أوراقي
وسوف أبحث
عن مسرح آخر
وعن أبطال آخرين
أما ابطالي القدامى
ربما سيكونوا موجودين
ككومبارس
أو ممثلين صامتين
أو مرددين
أو لوحات على الحائط
وسوف أبحث
عن حوار وديكور آخرين
عن أبطال آخرين
غير ابطال هذا الزمان
أبطال
لزمان..ولمكان..آخرين
سأبحث عن هؤلاء الأبطال
وسنكتب معا
سطور ذلك الزمان
في هذا المكان.


(مجموعة:سكرات الميلاد)


*************************************************************************************************
لكنها..كانت الحقيقة



في أمسية أربعاء
كعادتي
كنت عائدًا
من إحدى صولات المقهى
أرسم الجدية على وجهي
ومرتديا معطفي،
الواحد الأحد
وأسترجع
كم من طعنة جدلية سددتها
وكم من ضربة سفسطائية تفاديتها
وبعد أن لفظت حفنة من "الإيديولوجية"
وبضع من "الاستراتيجية"
مع بعض "من الأهمية بمكان"
و"حيثُ"، "وليس بالضرورة"
وبالتأكيد، قد قلت "إمبريالية"
كنت أسير
كعادتي
شاردًا
في نظريات تمتد بطول تاريخ البشرية
وبعرض الكرة الأرضية
وفي نفسي
-ش ش ش، هذا سر
ألعن نادل المقهى، وبائع الفول
إذ رفع كل منهم السعر



اخترقت شوارع وسط البلد، في طريقي نحو الميدان
وانتظرت الإشارة الخضراء
كأي مواطن محترم
-ش ش ش، سرٌ آخر
كأي إنسان يخشى العبور وسط السيارات.



كانت هي تقف تحت عمود النور
ملطخة بأصباغ تزيدها قبحًا
وتعري ما يزيدها نفورًا
ولكن الأهم عندي، هو النظريات
أو على الاقل
تحيُّن وقوف السيارات



=...يا..
-....
=..يا...أنتَ
-عليكِ اللعنة
أو قد وصل بك الفُجر،
إلى درجة التحرش بمثقف محترم مثلي
ش ش ش، سرٌ ثالث
أو قد وصل بك الفقر،
إلى درجة التقرب من موظف حكومة مثلي.
=..أنتَ..أنتَ من أُكلمُهُ
ألا ترغب
في ليلة هوى..
بخمسين جنيه
ستقضي مأرب
وسأريك ما لم ترَ
بخمسين جنيه
-... "عاهرة"
=...فلنقل أن تفعل أقل، وتشاهد أقل
ولتدفع أقل
-... "ملعونة"
=..إذا فلتلقي نظرة
ولتدفع عشرة
-..."رخيصة"
=...انطق..هل أنت أصم..أم أخرس
أم تراك بخيل ..أم مفلس..
ادفع ولن تندم
سأريك..وأُعلمك
وسأحقق كل نزواتك
سأصرخ من فرط فحولتك
سأتوسل كالقطة الضعيفة
سأمتدح فيك رجولتك
وسأضحك من نكاتك السخيفة



أشحت بوجهي
لا تستحق مني الكلمات
وكفاها صفع النظرات



=انتظر أيها المشمئز
لست وحدي العاهرة الملعونة
لستُ وحدي الرخيصة
لا تعد إلى نظراتك المندهشة
لم تقلها...نعم لم تقلها
ولكن قالتها عيناك
لا تعجب
فأنا أمتهعن مهنة
تعتمد على النظرات، والإيماءات
بل وقد لا تحتاج، البتة،
إلى الكلمات.
لا تعجب مما أقول
ولا تسنكف مما أفعل
أو لاتفعل، مثلما أفعل
لاتندهش..حقا تفعل



قل لي
كم من مرة صبغت وجهك بالرضا
أو بالورع، وبالخشوع
كم من مرة صبغته بابتسامات مداهنة
أو بالتوسل، والخضوع
كم من مرة عريتَ جزءً من ضميرك
كم من مرة عبثت يدٌ بمبادئك
أ ولم تفعل
أولم تخضع مثل الجارية لقوادك
لجلادك
لصاحب مال أو سلطان
أو لم تمتدح فيه نبوغه..واستبصاره
أ و لم تضحك لسخافاته
وتتبسم،حتى، لإهاناته
كم من مرة
سجي جسدك تحت ثقل الفقر
وكوت وجهك نار لهاثه
وخنقتك رائحة أنفاسه
كم من مرة
جثوتَ بين ركبتي القهر
ليقذف في وجهك شهوته السادية
ثم يركلك... وتشيعك
ضحكاته الهستيرية
***
ازداد لساني الأخرس خرسًا
وخزيت نظراتي أرضًا
وهرولت نحو الميدان
فوجدته وكأنه قد خلا
إلا منِّي
ووجدت ألف زوج من العيون
كلها عيوني
وشاهدتُني
والأصباغ تنصهر من وجهي
والثياب تتساقط عن جسدي
فجنحت مسرعًا
أتستر في الظلام
واختلستُ النظر إليها
فكانت...كما كانت
لكنها..
كانت الحقيقة
واقفة في تحدٍ.. في بقعة النور.



**********************************************************************************************

حي على النضال


الله أكبر..الله أكبر
أشهد أن لا إله إلا الله
وأن الحقّ..اسم الله
وأن الظلم..عدو الله
وأن من ظَلَم
ومن سكت..إذا انظلم
ومن لامَ مَن انظَلم
إذا صرخ من الألم
إذا رفض..إذا انتفض..وقال "لا"
خصيمُ الله
***
حي على الكفاح..حي على الكفاح
بالكلمة..وبالسلاح
لا صفح..ولا سماح
لنخاس..أوسفاح



حي على النضال.. حي على النضال
في ساحة النزال
بروح القتال
في طريق المحال
مهما طال
دنا منا المنال
***
القبلة جهة القلب
كثيرا
والقبلة أضحت..مصيرا
استحضروا عظمة الله في قلوبكم
استحضروا عظمة الحق..في صدوركم
اذكروا نار الظلم..في جنوبكم
استحضروا قوتكم في قلوبكم
وادركوا سواء السبيل بعقولكم
***
ساووا صفوفكم
فإن تسوية الصف من تمام الجهاد
كفاكم فُرقة..كفاكم ابتعاد
آن يوم التناد
إن السير لا يقدر عليه صف أعوج
ولا سائر أعرج
***
القدم في القدم
والكتف في الكتف
واليد في اليد
للباكر والغد
للقادم والوعد
***
سِدّوا الفُرج
وانسوا الخلاف
والاختلاف
عليكم بالإيلاف
والائتلاف
إلى الأمام
دون انعطاف
***
النظر في عين العدو
أقرب إلى الصمود
والسير..ولو في الصعب
أهون من القعود
والعمل..ولو دون أمل
أجدى من الركود
***
الله أكبر
والظلم أعور
والظالم أعسر
ضاق العباد
والكيل فاض
فحيّ على الجهاد
الفجر آل
والوهم زال
فحيّ على النضال.




(مجموعة: على الطريق)

**************************************************************************************



يا قاهرة


قفي.. قبل التمزق يامدينة
نخبرك اليقين..فاسمعينا
قفي..كفاك القعود
وكفانا صمتا.. ورضا بمآسينا
قفي..وانطقي بكلمة حق
والحق بَيّن..وحسبُه مبينا
يا قاهرة..يا ساحرة
تنثر عصاها النجوم لتدغدغ ليالينا
تغطي قصور الرُبى
والرُبى مرتع أعالينا
يا قاهرة..يامشعوذة
تنفخ دُخانا..كَثّا..يخنق وادينا
تصب الوصم واللعان
وشر الجان..في حوارينا
نسير وقد تعلقت أعيُننا
بنور أعمدتك
فنقع..لتلعق وجوهنا الأسفلت والطينا
***
يا قاهرة..يا مؤمنة
يا ذات الألف مئذنة
والألف مدخنة
والألف ألف مظلمة
يا قاهرة..ياموسرة
ملايين فيك مُعسرة
ولا معذرة
ولا سلوان..لما يحدث فينا
ولا عاد الصبر يُسلينا
يامدينة.
***
قومي..تحركي يا مدينة
ما عاد وقوفك يكفينا
ضمي صغار..تركتيهم أيتاما
في الانحدار
وارتقى كتفيك اللئاما
صار الأطفال شبابا
وسبق شبابهم شيابا
تركت نبتاتك قبل أن تضحى أشجارا
فاغتالها ألف ألف حطابا
قومي..تحركي
نحن صغارك فاحتضنينا
عرايا فاسترينا
جياعا فاطعمينا
نحن أشجارك..زروعك
فاسقينا.
***
يا قاهرة..يا ارض الأنبياء
يا مجمع الأديان
لماذا محوت من قلبك ذكر كل نبي
ومحوت من عقلك كل دينا
واتخذت من كل ظالم نبي
واتخذت من الظلم دينا
وقف سدنتك..لدى باب معبدك
يحملون مباخر وسياطا
فالبركات لمن حمل المال
وصولجان السلطان
فيجثو أمامه السدان
ومن لا يملك
فلمن إذن !..جُعلت السياط?
***
قفي قبل التمزق يا مدينة
نسألك اليقين فاخبرينا
كم من قلب أُغلق على نارٍ
وكم من فطيم أُلقِم المرار
كم من مصنع أضحى محرقة
وكم من حقل أمسى مقبرة
كم من منزل أصبح سجنا
وكم من حر بات سجينا
ضاق بنا وجهك
فهل يسعنا باطنك
وهل..سيأوينا!
***
لتقومي..أولتقفي
لتقفي..أولتقعدي
يا مدينة
ما عاد شأنك يعنينا
حسبنا قلوب أيقنت
حسبنا عيون أبصرت
حسبنا على طول المسير..أرجلنا
حسبنا على خلق المصير..أيدينا.



(مجموعة: على الطريق)

*****************************************************************************************